Pages

Thursday, 15 August 2013

نسب مخيفة عن شاربي الكحول

أن تسمع بشاربي الكحول في لبنان الّذين هم في أعمار ما فوق الثّمانية عشرة، فهذا غدا ربما أمراً مألوفاً في بيئة متنوّعة، ولكن أن تسمع بمراهقين تقلّ أعمارهم عن الخامسة عشرة، ويتعاطون شرب الكحول، فهذا أمر مستغرب وغير مألوف، ويفتح الباب واسعاً أمام التّساؤلات حول أسبابه ونتائجه، في ظلّ غياب أيّ رادع أو رقابة من المجتمع عموماً.
وتشير بعض الأرقام إلى حجم المسألة وخطورتها، حيث بيّنت ارتفاع نسبة شاربي الكحول للفئة العمريّة بين 13 و15 عاماً لحوالى 40%، كما أنّ بين كلّ سبعة يافعين يوجد اثنان منهم يشربون المشروبات الكحوليّة، وهذه الأرقام أوضحها المسح العالميّ للصحّة المدرسيّة ومنظّمة الصحّة الدّوليّة بالتعاون مع هيئات محليّة عن الطلاب في المرحلة الدراسيّة السّابعة والثّامنة. كما تشير إحصاءات لجمعيات اجتماعية محلية، إلى أنّ أكثر من 700 شخص يقضون سنوياً في حوادث سيارات في لبنان، وأنّ 33% منها تسبّبها القيادة في حالة سكرٍ لمراهقين.
إنّ القضيّة باتت ـ ونتيجة لما تقدّم ـ تعتبر من قضايا الصحّة العامّة الّتي من الواجب أن تأخذ الاهتمام المدني والرّسميّ الفاعل والقويّ، ومعالجة هذه الظّاهرة بكثير من الوعي والدقّة، نظراً إلى مردودها السلبيّ الفادح على المراهقين واليافعين والمجتمع عموماً، والإضاءة الكافية على أسباب هذه الظّاهرة ومعالجتها بنشر التّوعية اللازمة في وسائل الإعلام، وما أكثرها! وفي المؤسّسات التربويّة والجامعيّة والاجتماعيّة المختلفة، والتّنبيه إلى مضارّها وخطورتها، وعدم إهمالها والتّعامل معها وكأنّها أمر عاديّ لا يُحاسب عليه ويمرّ مرور الكرام، كما أنّ الأهل مطالبون بمراقبة أولادهم ورعايتهم بشكل يضمن سلامتهم الصحيّة والاجتماعيّة.
وبحسب بعض الباحثين، فإنّ الوضع في لبنان على مستوى استهلاك اليافعين للكحول، غير آمن أبداً، وفيه الكثير من الخطورة على سلامة المراهقين، وهم يرون أنّ مشكلة شرب الكحول صعبة لأنها غير مكشوفة للعلن، وأنّه من السّهل الوصول إليها، كما أنّ الوقاية منها ضعيفة جدّاً،كذلك مراقبة استهلاكها.
أمام هذا المشهد المؤلم، أين هي القوانين والتّشريعات الّتي ينبغي أن تتعامل مع هذه الظّاهرة، وأن تضبطها وتتحكّم بمسارها؟!
وهل يكفي اليوم أن نعدِّد فقط الأرقام والنّسَب دون التّعاطي والتحرّك العمليّ والفاعل إزاءها؟ سؤال يبقى برسم الجميع...

0 comments:

Post a Comment