المدرسة الوظيفوية
في الكتب الأكاديمية الأجنبية التي تتحدث عن
علم الإجتماع وجدنا فرق بين :
1- التحليل
الوظيفي
2- المدرسة
الوظيفوية
فيما يلي سنقدم توضيح لهذا الالتباس المنهجي الشائع
ان النظرة الشائعة في الكتب
الاجنبية تعتبر ان هناك 3 اجابات عن سؤال ماهي الوظيفوية ؟
الوظيفوية هي :
ß الوظيفة .
ß التحليل
الوظيفي .
ß الايديولوجيا
المحافظة.
1. الوظيفوية والوظيفة :
تجمع في فكرة الوظيفة المعاني الاربعة التالية
:
A. عدم النظر
الى ما تقع عليه الحواس بل النظر الى اصل الاشياء وغاياتها .
يقول اميل دوركهايم : - لتفسير الواقعة
المجتمعية ينبغي البحث عن الوظيفة التي تضطلع بها .
-الواقعة المجتمعية لا توجد لتحقيق غايات نهائية لذلك يفضل استخدام كلمة وظيفة على
هدف أو غاية .
B. فكرة العلاقة بين الوقائع والصلة بينها وفعل
الواحدة على الأخرى .
مجرد استبدال الغاية أو الهدف بالوظيفة
â يعني ذلك بالضرورة
شبكة من الوظائف تضطلع بها الوقائع
المجتمعية
â مجرد وجوده
يعني ذلك باضرورة
النظر الى الوظيفة التي تضطاع بها
الواقعة قياساً على الوظائف التي . تمتع بها الوقائع الأخرى
.
â بمجرد النظر
يعني ذلك بالضرورة
العلاقات المتبادلة بين
الوقائع.
C. يتضمن فكرة الكلية المجتمعية :
مجرد وجود شبكة العلاقات المتبادلة بين
الوقائع المختلفة -----يعني ذلك الكل المجتمعي .
الكل المجتمعي : يمد كل وظيفة من الوظائف عبر
وجودها من خلال المساهمة التي يقدمها النشاط الجزئي بالنشاط الكلي الذي يعتبر جزر منه .
D. يتقاطع المعنيان (2) و (3) لينشأ التطابق
والدمج النظري بين الوظيفية والبنية فتحضر البنية على الدوام في الوظيفية .
الوظيفية :
ß عدم النظر إلى ما تقع عليه الحواس والنظر الى
اصل الاشياء وغاياتها .
ß العلاقة بين
الوقائع والصلة بينها وفعل الواحدة عمل
الأخرى .
ß الكلية
المجتمهية
ß دمج (2) و (3) لينشأ التطابق النظري والدمج بين
الوظيفية والبنية
كما يمكن ان نلاحظ ان هذه المهاني الاربعة لا تختص بالوظيفوية ، فالوظيفويون يسعون إلى تبيان
الترابط الوظيفي بين المؤسسة والأجزاء في النسق المجتمعي .
2. التحليل الوظيفي والوظيفوية :
يستند التحليل الوظيفي إلى فكرة الكل الذي
يتألف من أجزاء
الكل
يتألف من أجزاء
كل جزء يقوم بدوره
وفي اداء دوره كل جزء يعتمد على غيره من الأجزاء
من ثم يقوم التساند الوظيفي بين :
ß الأجزاء وبعضها .
ß الاجزاء
والكل .
وهكذا تكون الوقائع المجتمعية محددة:
ß الوقائع المجتمعية الأخرى .
ß العلاقات
التي يقيمها مع غيرها من الوقائع .
ß
مثال
الدراسة الشهيرة التي قدمها عالم الاجتماع ( روبرت مرتون ) حول الماكينة
السياسية الاميركية :
الماكينة السياسية الأميركية :
1.
لا تتضمن
بصفة رسمية أو حقوقية
2.
تمثل واقعاً ملموساً
3.
تتجاوز في فعلها اللعبة الانتخابية التقليدية
.
4.
تحل محل الضمان المجتمعي على الصعيد الاقليمي
والمحلي
5.
تمثل قوة على الهيئات الحكومية لتأمين مصالح ارباب الصناعة.
ان روبرت مرتون في ممارسته التحليل
الوظيفي منطلق في رؤية الأمور على الشكل التالي :
1.
تتمتع السلطة الفيدرالية المركزية في أمريكا
بصلاحيات ضيقة ومحددة في مقابل اتساع صلاحيات الهيئيات الحكومية المحلية كما وتتصف
المؤسسات السياسية الاميركية بالبعثرة
الشديدة .
2.
ينتج عن هذا الوضع مشكلات عدة تواجهها
الشركات الاستثمارية الكبرى في سعيها لاقامة المشاريع والحصول على أذونات على
مستوى USA ككل .
3.
تعالج المشكلات الناتجة عن بعثرة المؤسسات
السياسية الرسمية عن طريق ( سلطو واقع ) مركزية تملكها الماكينة السياسية .
4.
تقوم الماكينة السياسية بوظائف عدة :
* أخذ الخدمات
المجتمعية للطبقات الفقيرة على عاتقها .
*
الاهتمام بمشاكل مجتمعية كالدعارة والمخدرات
والسرقة ....
هذا التحليل الوظيفي لا يختص بالوظيفوية
التحليل الوظيفي فهو يقوم على تبيان الروابط والعلاقات بين واقعتين
مجتمعتين وهو منشر في البحث الاجتماعي الاتجريبي ...
وكما يعتبر ( وايفيس كينزلي ) أن التحليل الوظيفي ليس نمطاً خاصاً بل هو موقف ذهني وفكري مشترك بين كل علماء
الاجتماع حتى الذين يرفضون الوظيفوية .
3.
الايديولوجيا المحافظة والوظيفوية :
يدور
النقاش حول من يرى الوظيفوية :
* وجها
ايديولوجيا محافظا ً (دايت ميلز )
* امكانية الوجه
الايديولوجي الثوري فيها .
* ويجري
التفتيش في حقل الصلة بين النظرية الوظفوية والواقع الملموس عن افكار من طبيعة ايديولوجيه .
دايت ميلز :
1)
الوظيفوية وجهاً ايديولوجياً محافظا ً .
2)
تحدث عن نظرية تالكوت بارسنز واعتبر ان 50%
تشكل لغوأً ، 40% موجود في كل كتب علم الاجتماع ، 10 % من خلال قراءته لها استخلص
الايديولوجيا منها وهي من طبيعة تسعى إلى تبرير أشكال السيطرة القائمة .
هنري روشي :
1)
هي
ترجمة سوسيولوجية للايديولوجيا المحافظة
فعندما ننظر الى المجتمع على انه
كلية تشتغل --- عند ذلك يخلق الانطباع بان الكلية تشتغل جيداً .
2)
كل دراسة سوسيولوجية وظيفوية تصل الى
الاستنتاج التالي : لان الاشياء هي كذلك ينبغي ان تكون الاشياء كذلك.
3)
على الرغم من هذا الانتقاد
يمكن للتحليل الوظيفي الدقيق والتجريبي ان يكون ثوريا ً ( متى ؟) :
ß عندما يطرح
التساؤلات حول وظائف المؤسسات القائمة .
ß عندما يكتشف
البديل المؤسسي لها.
ß وهكذا اذا
اردنا استبدال مؤسسة بأخرى لها ذات الوظيفة يمكن بناء طوباويات وطبقية ثورية
وتحديد شروط تحقيقها للملموس.
رامت ميلز هنري
روشي
ê
للوظيفوية وجهاً امكانية الوجه الايديولوجي الثوري بها
ليديولوجياً محافظاً
· وكما يمكن أن نلاحظ لا يختص هذا النقاش
بالوظيفوية ولا تختص الايديولوجيا المحافظة او الثورية بالوظيفوية .
في النتيجة يقف الكلام الشائع على الوظيفوية
في الكتب الأكاديمية الاجنبية على احتمالين:
1)
الاحتمال الأول :
الخلط بين :
ß الوظيفية –
التحليل الوظيفي – الايديولوجيا المحافظة من جهة
ß الوظيفوية
والتجاه الوظيفي من جهة اخرى .
â
هنا تضيع الوظيفوية ويسود الالتباس فنجد اكثر
من 12 نمطاً وظيفوياً .
2)
الاحتمال الثاني :
وعي الحدود الفاصلة بين الوظيفية – التحليل
الوظيفي و الايديولوجيا المحافظة وبين الوظيفوية وفي هذه الحالة نعود إلى
سؤال ما هي الوظيفوية ؟
إن قراءة
الكتب الاجنبية تلفت نظرنا إلى أنها تبدأ على الدوام بإقامة الحدود الفاصلة
بين الوظيفة والتحليل الوظيفي والايديولوجيا المحافظة وبين الوظيفوية ، ولكن ما ان
تصل الاجابة عن السؤال ما هي الوظيفوية؟ تختفي الحدود .
-
كما
ان الكتب الاكاديمية الاجنبية تأخذ في
متناولها : - الوظيفة
-
التحليل الوظيفي
-
الايديلوجيا المحافظة.
وهذا ما يفرض تقديم إجابة خاصة
النظرة الأكاديمية البديلة التي نفترضها
* وظيفية يعني وجود: انتقال الديمومة البنانية
من حقل الإيديولوجيا لتصبح اتجاهاً علمياً قائماً بذاته يملك منهجيته وقواعده .
في المدارس والاتجاهات نفتش عن الديمومة البنيانية في الإيديولوجيا أي حقل الصلة بين النظري والواقع .
في
الوظيفوية : النظرية نفسها والمنهج نفسه ، يساويان ويعادلان الديمومة البنيانية .
وظيفوية : الديمومة
البنيانية = النظرية والمنهج
0 comments:
Post a Comment